الأهمية التاريخية والأثرية لمدينة آجيرناس تحت الأرض
أجيرناس، أحد الأحياء التابعة لبلدية ومنطقة ميليكجازي، مقاطعة قيصري، تركيا، يحتل مكانًا مهمًا في المشهد التاريخي والأثري للمنطقة. يبلغ عدد سكان هذه المنطقة 2,554 نسمة اعتبارًا من عام 2022، وتقع على بعد 24 كم من وسط قيصري، وهي ليست فقط مسقط رأس معمار سنان، المهندس المعماري الشهير لسليمان القانوني، ولكنها أيضًا موقع غني بالمباني التاريخية والهياكل الموجودة تحت الأرض.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني
مسقط رأس معمار سنان
تشتهر آغرناس بأنها مسقط رأس المعماري سنان، وهو شخصية محورية في تاريخ العمارة العثمانية. وتضم المدينة العديد من المباني التاريخية، بما في ذلك منزل تم ترميمه مؤخرًا مرتبط بسنان نفسه، مما يسلط الضوء على التراث المعماري للمنطقة وارتباطها بهذه الشخصية الشهيرة.
المدينة تحت الأرض
تمتد مدينة أجرناس تحت الأرض، رغم أنها لم تُستكشف بالكامل، إلى حد كبير تحت الأرض، وتشترك في خصائص مع المواقع الجوفية المجاورة مثل مدينة ديرينكويو وكايماكلي تحت الأرض. وتشمل هذه الشبكة الجوفية الكهوف والأقبية والممرات، التي تضم كنائس وغرف طعام وزنازين وربما زنازين وغرف تعذيب. وفي الوقت الحالي، أصبحت أجزاء من هذه المدينة الجوفية متاحة للجمهور، حيث يعمل قبو منزل سنان كنقطة انطلاق للاستكشاف.
السياق التاريخي والخلق
يعود إنشاء المدن تحت الأرض في المنطقة، بما في ذلك أغرناس، إلى التضاريس الفريدة التي تشكلت بفعل النشاط البركاني المحلي. فقد وفرت الطبقة السميكة من الرماد المترسبة بفعل الانفجارات البركانية مادة ناعمة تشبه الصخور نحتها السكان القدماء في الأنفاق والغرف والهياكل المختلفة لأغراض السكن والتخزين والدين والحماية. وقد وفرت هذه المدن تحت الأرض الملاذ والحماية، وخاصة للمسيحيين المختبئين من الاضطهاد الروماني.
الهيكل والميزات
مدينة أجيرناس تحت الأرض عبارة عن شبكة معقدة من الأنفاق والغرف، ولكل منها غرض محدد. تشمل الميزات مطابخ مع أفران لصنع الخبز، وغرف طعام مع مقاعد وطاولات منحوتة، ومساكن للحيوانات مع تجهيزات لتأمين وإطعام الماشية. يختلف حجم الغرف، حيث تكون الغرف الأكبر حجمًا أكثر برودة والغرف الأصغر حجمًا توفر الدفء أثناء الطقس البارد.
التاريخ الديموغرافي والاقتصادي
تشير السجلات التاريخية إلى أن أغرناس كانت قرية مهمة، حيث كان أغلب سكانها من اليونانيين، حيث كان عددهم 53 أسرة مسيحية و3 أسر مسلمة. وكانت القرية تمارس أنشطة اقتصادية مثل إنتاج زيت بذر الكتان، كما يتضح من وجود 4 بزيرهاني، وكانت تدير مطحنتين. وقد تم تسجيل العبء الضريبي على القرية بـ 2 ألف آقشة، مما يعكس أهميتها الاقتصادية في الإمبراطورية العثمانية.
وفي الختام
تقدم مدينة أجرناس تحت الأرض، بأهميتها التاريخية والمعمارية والأثرية الغنية، لمحة رائعة عن الماضي. إن ارتباطها بمعمار سنان، وشبكة مترو الأنفاق الواسعة، والرؤى التاريخية لسكانها وأنشطتها الاقتصادية تجعلها موقعًا قيمًا لكل من البحث الأكاديمي والمصلحة العامة. مع استمرار جهود الاستكشاف والتنقيب، ينتظر الكشف عن النطاق الكامل لمدينة أجرناس تحت الأرض وأسرارها، مما يعد بإلقاء مزيد من الضوء على التاريخ المعقد لهذه المنطقة الرائعة.
مصادر: