مجموعة معابد بوتاناثا هي مجموعة من معابد الحجر الرملي تقع في بادامي، كارناتاكا، الهند. تعرض هذه المباني القديمة، المخصصة للإله بوتاناثا، البراعة المعمارية لسلالة تشالوكيا. تقع هذه المباني على الضفة الشرقية لبحيرة أجاستيا، مما يعكس مزيجًا متناغمًا من الطرازين المعماريين درافيديون وناجارا. ويعود تاريخ المعابد إلى القرنين السابع والحادي عشر، مما يوفر نافذة على الحياة الدينية والثقافية في ذلك الوقت.
سلالة شالوكيا
إنّ سلالة شالوكيا، وهي قوة بارزة في شبه القارة الهندية، ازدهرت بين القرنين السادس والثاني عشر الميلاديين، مما يمثل فترة مهمة في تاريخ جنوب الهندنشأت هذه السلالة في هضبة الدكن، وانقسمت إلى ثلاثة فروع رئيسية: بادامي تشالوكيا (543-753 م)، وتشالوكيا الشرقية في فينجي (624-1070 م)، وتشالوكيا الغربية في كالياني (973-1189 م). وقد تميزت هذه الفترات بإنجازات ملحوظة في الفن والعمارة والحكم، مما ترك إرثًا دائمًا على المشهد الثقافي في المنطقة.
تشتهر سلالة تشالوكيا بمساهماتها الكبيرة في الهندسة المعمارية الهندية، وخاصة تطوير أسلوب فيسارا، وهو مزيج من الأساليب المعمارية في شمال ناغارا وجنوب درافيديان. كهوف منحوتة في الصخر من بادامي والمعابد في باتاداكال وتعد معابد آهول وآيهول شاهدين على براعتهم المعمارية. ولم تخدم هذه الهياكل أغراضًا دينية فحسب، بل عملت أيضًا كمراكز للتعليم والتنمية الثقافية، مما يبرز التزام الأسرة الحاكمة بتعزيز النمو المجتمعي الشامل.
لعبت الديانة دورًا محوريًا في مجتمع تشالوكيا، حيث كانت الهندوسية هي الديانة السائدة. لعبت الأسرة دورًا فعالاً في تعزيز الشيفية والفايشنافية، على الرغم من أنها أظهرت أيضًا تسامحًا تجاه الجاينية والبوذية، كما يتضح من المعالم الدينية المتنوعة التي تم بناؤها خلال حكمها. أدت رعاية هذه الديانات إلى حياة ثقافية وروحية نابضة بالحياة، حيث أصبحت المهرجانات والطقوس جزءًا لا يتجزأ من الوجود اليومي لشعب إمبراطورية تشالوكيا.
تميزت الحياة الاجتماعية واليومية في ظل حكم تشالوكيا بنظام إداري جيد التنظيم. تم تقسيم الإمبراطورية إلى مقاطعات، والتي تم تقسيمها إلى وحدات إدارية أصغر، مما يضمن الحكم الفعال. وكانت الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد، مدعومة بالتقدم في الري وإدارة الأراضي. ازدهرت التجارة أيضًا، حيث أنشأ آل تشالوكيا شبكات واسعة داخل شبه القارة الهندية ومع الأراضي البعيدة، مما ساهم في ازدهار مملكتهم.
من بين الحكام البارزين لسلالة تشالوكيا، يبرز الملك بولاكيشين الثاني من بادامي تشالوكيا ببراعته العسكرية ومهاراته الإدارية. تميز حكمه (610-642 م) بالعديد من الحملات العسكرية التي وسعت حدود الإمبراطورية. يُحتفى بشكل خاص بمواجهة بولاكيشين الثاني مع هارشا العظيم من كانوج، والتي تُبرز القدرات العسكرية لتشالوكيا. كانت بلاطه مركزًا للأنشطة الفكرية والثقافية، حيث جذبت العلماء والفنانين من كل حدب وصوب.
لقد لعبت قبائل تشالوكيا الشرقية في فينجي، على الرغم من تفوقها على نظيراتها، دورًا حاسمًا في المشهد الثقافي والسياسي في شرق ديكان. وأصبحت عاصمتهم فينجي بوتقة ثقافية، مما عزز نمو الأدب والفنون الجميلة التيلجو. كما عملت قبائل تشالوكيا الشرقية كجسر بين الجنوب والشمال، مما سهل تبادل الأفكار والتقاليد.
لقد عمل حكام تشالوكيا الغربيون في كالياني، تحت قيادة شخصيات مثل سوميسفارا الثالث، الذي ألف الموسوعة "ماناسولاسا"، على إثراء الوسط الثقافي والفكري في الدكن. وقد اشتهر حكمهم بالعجائب المعمارية في هيئة المعابد والمؤسسات التعليمية، والتي لعبت دورًا محوريًا في النهضة الثقافية في المنطقة.
يتخلل تاريخ أسرة تشالوكيا العديد من الحروب والمعارك، أبرزها تنافسهم مع آل بالافاس في كانشي. اتسم هذا الصراع، الذي امتد لعدة أجيال، بالمواجهات العسكرية والمنافسة الثقافية، مما أثر بشكل كبير على الملامح السياسية والثقافية لجنوب الهند. على الرغم من التراجع النهائي لسلالة تشالوكيا، إلا أن تراثها في الفن والهندسة المعمارية والحكم لا يزال يؤثر على شبه القارة الهندية.

كهوف اورانجاباد
كهوف أورانجاباد هي مجموعة من 12 مزارًا بوذيًا منحوتًا في الصخر تقع في أورانجاباد، ماهاراشترا، الهند. يعود تاريخها إلى القرنين السادس والسابع الميلادي وتشتهر بهندستها المعمارية المذهلة ومنحوتاتها الرائعة. تنقسم هذه الكهوف إلى ثلاث مجموعات منفصلة وتشتهر بأيقوناتها ومزاياها الفنية، ولا سيما الكهف 6، الذي يضم تمثالًا رائعًا لبوديساتفا يصلي من أجل الخلاص. توفر الكهوف نسيجًا غنيًا من التاريخ الهندي القديم والفن الديني، مما يعكس التقاليد البوذية واختلاط التأثيرات الهندوسية والجاينية مع مرور الوقت.