مفكر هامانجيا هو تمثال صغير من الطين من العصر الحجري الحديث يعود تاريخه إلى حوالي 5000 سنة قبل الميلاد، مما يعني أن عمره حوالي 7,000 سنة. تم اكتشافه في عام 1956 بالقرب من مدينة سيرنافودا، رومانيا، كجزء من ثقافة هامانجيا.
ثقافة هامانجيا
نشأت ثقافة هامانجيا حوالي عام 5000 قبل الميلاد في منطقة دوبروجا بالقرب من البحر الأسود، والتي تغطي أجزاء من رومانيا وبلغاريا الحاليتين. ثقافة العصر الحجري الحديث تشتهر هامانجيا بفخارها الفاخر وتماثيلها الصغيرة المذهلة، وأبرزها تمثال "مفكر هامانجيا" و"المرأة الجالسة". تكشف هذه التماثيل الصغيرة عن مستوى عالٍ من المهارة الفنية وتوفر رؤى حول معتقدات وجماليات الناس. انخرطت ثقافة هامانجيا في المقام الأول في صيد الأسماك والصيد والزراعة. لقد طوروا مجتمعات صغيرة متماسكة سمحت لهم بالازدهار في بيئتهم. كانت مستوطناتهم تقع عادةً بالقرب من مصادر المياه، مما يعكس أهمية الموارد المائية في حياتهم اليومية.
من أبرز جوانب ثقافة هامانجيا ممارسات الدفن التي اتبعوها. فقد كانوا يدفنون موتاهم في وضع الجنين، وهو ما يشير إلى اعتقادهم في إعادة الميلاد أو الحياة الآخرة. وتكشف القطع الأثرية التي خلفها أهل هامانجيا، بما في ذلك الخزف، عن إتقانهم للحرف اليدوية ومجتمع غني بالرمزية. ورغم أن هذه الثقافة لم تترك وراءها آثارًا عظيمة، فإن تطور فنهم يشير إلى فهم عميق للأشكال والتعبيرات البشرية. ويواصل علماء الآثار دراسة بقايا هامانجيا لاكتشاف المزيد من المعرفة حول البنية الاجتماعية وأسلوب حياة هذه الثقافة القديمة. ومن خلال هذا البحث، توفر ثقافة هامانجيا نافذة ثمينة على حياة العصر الحجري الحديث في جنوب شرق أوروبا.