استكشاف حصن باباك المهيب: رحلة عبر التاريخ
تطفو في أعالي غابات أراسباران في الشمال الغربي إيرانحصن باباك، المعروف أيضًا باسم باباك قلعة أو "قلعة باز" تقف كحارس للزمن. هذه القلعة العظيمة، التي تقع على بعد 50 كيلومترًا من أهار و6 كيلومترات جنوب غرب مدينة كاليبار، تقدم مناظر خلابة وتفاصيل عن الماضي الغني.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني
رحلة إلى القمة: الوصول إلى حصن باباك
يتطلب الوصول إلى القلعة رحلة عبر الجمال الخشن لغابة البلوط في أراسباران. يقع الحصن نفسه على ارتفاع يتراوح بين 2,300 إلى 2,600 متر تقريبًا (مع مراعاة التأكيد الإضافي للحصول على قياس أكثر دقة). تحيط المنحدرات الوعرة والجبال البعيدة بالمناظر الطبيعية، بينما يتضمن النهج النهائي للقلعة الرئيسية التنقل عبر ممر ضيق ومعبد على شكل ممر بطول 200 متر. يسلط هذا التصميم الاستراتيجي الضوء على موقع الحصن الذي لا يمكن اختراقه تقريبًا.

إرث المقاومة: الأهمية التاريخية لحصن باباك
يُعتقد أن أصول حصن باباك تعود إلى سلالة البارثيين، مع تعديلات لاحقة تحت حكم الساسانية ومع ذلك، فقد برز دورها الأكثر بروزًا في أوائل القرن التاسع عندما أصبحت معقلًا لجاويدان وباباك خرم الدين، زعيمي الخُرامية الذين قاوموا بشدة الخلافة العباسية.
صعود الخرميين: تحدي للخلافة
ترتبط قصة حصن باباك ارتباطًا وثيقًا بحركة الخراميت في أذربيجانوهي فترة تميزت بالصراع الكبير والاضطراب الأيديولوجي. أسس جافيدهان، وهو مالك عقار وزعيم الحركة، مقره الرئيسي في باد، وهو موقع استراتيجي بالقرب من نهر أراس. بعد انتصاره على منافسه أبو عمران عام 816، أصيب جاويدهان بجروح قاتلة. تولى تلميذه، باباك خرمدين، عباءته، والذي، بحسب بعض الروايات، تزوج من أرملة جاويدهان.

تمرد باباك: الكفاح من أجل الحرية
حوالي 816-817، أشعل باباك خرم الدين تمردًا ضد الخلافة العباسية. على الرغم من مواجهة العديد من المعارك، حققت قوات باباك عدة انتصارات ضد الجنرالات العرب، مما عزز نفوذه عبر ما يعرف الآن بأذربيجان الحديثة. لعب معقله في باد وقلعة باباك ذات الموقع الاستراتيجي دورًا حاسمًا في هذه المقاومة.
سقوط الخراميين: إرث مستمر
وقعت المواجهة النهائية بين الخراميين والخلافة العباسية في الباد قلعة في عام 837. تمكنت القوات العباسية بقيادة أفشين، مدعومة بقوات إضافية من الخلافة، من اختراق دفاعات باد باستخدام آلات الحصار وقاذفات النفتا المدمرة. وبينما هرب باباك في البداية، تم القبض عليه وإعدامه في نهاية المطاف، مما يمثل نهاية المقاومة الخرامية المنظمة.

حصن باباك اليوم: نافذة على الماضي
اليوم، تقف بقايا القلعة، المعروفة باسم قلعة جمهور، كشاهد على حقبة مضت. يقع الموقع بالقرب من نهر قراصو، ويضم قلعة وقصرًا أعلى الجبل. كشفت الحفريات عن قطع أثرية قيمة، بما في ذلك العملات المعدنية والفخار من القرن الثالث عشر. والأكثر إثارة للاهتمام هي القطع المنحوتة والمزججة التي يعود تاريخها إلى القرن السابع، والتي تقدم لمحة عن التعبيرات الفنية في وقت سابق بكثير.
الخلاصة: رمز الصمود
لا تزال قلعة باباك، بموقعها المذهل وتاريخها الغني، تبهر الزوار والمؤرخين على حد سواء. لا تمثل القلعة إنجازًا رائعًا للهندسة القديمة فحسب، بل إنها أيضًا رمز قوي للمقاومة والمرونة في التاريخ الإيراني. يوفر استكشاف هذا الموقع فرصة فريدة للعودة بالزمن إلى الوراء، حيث تنبض أساطير الشجاعة والبراعة الاستراتيجية بالحياة وسط الجمال الأخاذ لغابات أراسباران.
مصادر:
