نظرة عامة على مقبرة بيت شعاريم
بيت شعاريم، المعروف في العبرية باسم בֵּית שְׁעָרִים ("بيت البوابات")، هو موقع أثري مهم يقع في سفوح التلال الجنوبية للجليل السفلي، على بعد 20 كم شرق حيفا، إسرائيليضم هذا الموقع مقبرة واسعة من المقابر المنحوتة في الصخر والتي كانت جزءًا من الحضارة القديمة يهودية بلدة بيت شعاريم. تم إعلان هذه المدينة المقبرة، المعروفة بأهميتها التاريخية والثقافية، كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2015.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني
السياق التاريخي وتحديد الهوية
المنطقة التي تقع فيها بيت شعاريم الآن كانت تُعرف في الأصل باسم قرية الشيخ البريك العربية في أوائل العصر الحديث. تم إخلاءها من سكانها في عشرينيات القرن الماضي بسبب مشتريات سرسق، وتم تحديدها على أنها بيت شعاريم في عام 1920 من قبل الجغرافي التاريخي صموئيل كلاين. الموقع الآن جزء من متنزه بيت شعاريم الوطني، الذي تديره سلطة الحدائق الوطنية.
الأهمية الأثرية
تشتهر مقبرة بيت شعاريم بأكثر من 30 كهفًا للدفن منحوتة من الحجر الجيري الناعم. تم استكشاف هذه الكهوف لأول مرة في القرن العشرين، وكشفت عن أنها عانت من إهمال كبير وأضرار، في المقام الأول من قبل لصوص القبور الذين يُعتقد أنهم كانوا نشطين في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين. كما خدم الموقع أغراضًا مختلفة خلال فترات مختلفة، بما في ذلك كملجأ خلال فترة المماليك (القرنين الثالث عشر والخامس عشر الميلاديين).

النقوش والتحف
تعتبر المقبرة بمثابة كتاب حقيقي منقوش على الحجر، يوثق قرنين من الإنجازات التاريخية والثقافية من خلال رموزها وشخصياتها المتقنة ووفرة من النقوش بالعبرية والآرامية والتدمرية واليونانية. تسلط هذه النقوش والزخارف الفنية الضوء على بيت شعاريم كمركز أساسي للحياة والثقافة اليهودية، وخاصة خلال العصرين الروماني والبيزنطي.
المراحل التاريخية لبيت شعاريم
العصر الحديدي إلى العصر الروماني
يعود تاريخ الاستيطان الأولي في بيت شعاريم إلى العصر الحديدي، مع تطورات مهمة خلال فترة الهيكل الثانيتأسست في نهاية القرن الأول قبل الميلاد، أثناء حكم الملك هيرودس، وأصبحت مركزًا مهمًا للتعلم والثقافة اليهودية. ومن الجدير بالذكر أنه بعد تدمير الهيكل الثاني في عام 1 بعد الميلاد، انتقل السنهدرين عدة مرات، واستقروا في النهاية في بيت شعاريم.
الفترة الإسلامية المبكرة إلى الفترة العثمانية
منذ العصر الإسلامي المبكر (القرن السابع الميلادي)، كانت المستوطنة في بيت شعاريم قليلة العدد، مع وجود العديد من الاكتشافات التي تشير إلى أنشطة خلال العصرين الأموي والعباسي. واستمر التعرف على الموقع حتى العصر العثماني، حيث توجد قرية الشيخ بريك العربية الصغيرة فوق المقبرة.

الانتداب البريطاني والبحوث الأثرية
خلال فترة الانتداب البريطاني، اتجهت اهتمامات أثرية كبيرة نحو بيت شعاريم، وخاصة في ثلاثينيات وخمسينيات القرن العشرين من قبل علماء مثل بنيامين مزار ونحمان أفيغاد. واستمرت أعمال التنقيب حتى القرن الحادي والعشرين، وكشفت المزيد عن البلدة القديمة ومقبرتها.
وفي الختام
تقف بيت شعاريم كشاهد على التراث الثقافي والتاريخي الغني للشعب اليهودي. توفر مقبرتها الواسعة، المزينة بالنقوش والتحف، رؤى لا تقدر بثمن عن الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في تلك الفترة. ومع استمرار أعمال التنقيب والأبحاث، يعد الموقع بمزيد من الاكتشافات حول سكانه السابقين وعاداتهم، مما يجعله موردًا لا غنى عنه للمؤرخين وعلماء الآثار في جميع أنحاء العالم.
مصادر: