في أعماق وادي الملوك، على الضفة الغربية لنهر النيل، على الجانب الآخر من مدينة الأقصر الحالية، يقع نصب تذكاري رائع للماضي: KV9، مقبرة رمسيس الخامس والسادس. يعد موقع الدفن القديم هذا، والمعروف أيضًا باسم مقبرة ممنون، بمثابة شهادة على عظمة وغموض مصر القديمة وفراعنتها ومعتقداتهم حول الحياة الآخرة.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني
خلفية تاريخية
تم بناء المقبرة، التي تحمل الرقم KV9، في البداية للفرعون رمسيس الخامس، الذي حكم من 1147 إلى 1143 قبل الميلاد خلال فترة المملكة المصرية الحديثة. ومع ذلك، تم إعادة استخدامها لاحقًا لخليفته، رمسيس السادس، الذي حكم من 1143 إلى 1136 قبل الميلاد. يبلغ عمر المقبرة حوالي 3,160 عامًا، مما يجعلها قطعة أثرية مهمة للحضارة المصرية القديمة.
أبرز المعالم المعمارية
إن بناء المقبرة يعد من عجائب الهندسة القديمة، حيث يمتد لمسافة 104 أمتار تقريبًا داخل طبقة الحجر الجيري، بتصميم معقد يتضمن سلسلة من الممرات وغرف الطقوس وغرف الدفن. كما تزدان الجدران بنقوش بارزة معقدة ولوحات جدارية نابضة بالحياة تصور مشاهد مختلفة من كتاب البوابات وكتاب الكهوف، وهما نصان جنائزيان مصريان قديمان. وتضم غرفة الدفن الرئيسية بالمقبرة تابوتًا كبيرًا من الجرانيت، كان يحمل ذات يوم مومياء رمسيس السادس. وقد تم الحصول على المواد المستخدمة في بناء المقبرة محليًا، حيث وفرت طبقة الحجر الجيري في الوادي المواد الأساسية للبناء.
نظريات وتفسيرات
إن الزخارف المتقنة للمقبرة توفر رؤى قيمة حول المعتقدات المصرية القديمة حول الحياة الآخرة. تمثل المشاهد المرسومة على الجدران رحلة إله الشمس رع عبر العالم السفلي، وهي الرحلة التي كان يُعتقد أن الفرعون المتوفى كان يرافقها. يشير وجود هذه النصوص إلى أن المقبرة لم تكن مجرد مكان راحة أخير، بل كانت قناة روحية ترشد روح الفرعون في رحلتها إلى الحياة الآخرة. تم تحديد تاريخ المقبرة من خلال السجلات التاريخية والتحليل الأسلوبي للأعمال الفنية. يشير السقف الفلكي في حجرة الدفن، الذي يصور إلهة السماء نوت، أيضًا إلى محاذاة مع الأحداث السماوية، على الرغم من أن الطبيعة الدقيقة لهذا المحاذاة لا تزال موضوعًا للنقاش العلمي.
من الجيد أن نعرف/معلومات إضافية
ومن المثير للاهتمام أن KV9، مقبرة رمسيس الخامس والسادس، هي واحدة من المقابر القليلة في وادي الملوك التي كانت مفتوحة للجمهور في العصور القديمة. وتشهد الكتابات اليونانية والرومانية على الجدران على مكانتها كوجهة جذب سياحي حتى في العصور القديمة. وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت بها نتيجة لقرون من السياحة ولصوص المقابر، فإن زخارف المقبرة لا تزال محفوظة بشكل جيد بشكل ملحوظ، مما يوفر لمحة حية عن المعتقدات والممارسات الفنية في مصر القديمة. ولا تزال المقبرة محورًا للدراسات الأثرية وجهود الحفظ، مما يضمن الحفاظ على قيمتها التاريخية والثقافية للأجيال القادمة.
لمزيد من القراءة والتحقق من صحة المعلومات المقدمة في هذه المقالة، يوصى بالمصادر التالية: