أوكساروي: جوهرة شهرسبز المعمارية
أوكساروي، المعروف أيضًا باسم قصر آق سراي، هو نصب معماري رائع يقع في شهرسابز، منطقة قشقاداريو في أوزبكستان . إنه بمثابة شهادة على عظمة عصر الأمير تيمور. يعرض هذا القصر، الذي تم تشييده في الفترة ما بين 1380 م و1404 م، التراث الثقافي الغني والتميز الفني في ذلك الوقت.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني

البناء والتاريخ
بدأ الأمير تيمور بناء قصر أوق سراي في عام 1380م، وأهداها لذكرى والدته تاكيناخوتون. واكتمل البناء في عام 1386م، لكن الأعمال الزخرفية استمرت حتى عام 1404م. وشارك في بناء القصر حرفيون من مناطق مختلفة، بما في ذلك خوارزم و إيرانومن الجدير بالذكر أن القبة والقوس تم صنعهما على يد صانع الحجارة الشهير محمد يوسف التبريزي، الذي نقش اسمه داخل القبة.
تضمن التصميم الأصلي لأقصروي هيكلًا كان من المفترض أن يصل ارتفاعه إلى 73 مترًا، مع حوض سباحة صغير على السطح يخلق تأثير الشلال. تم بناء أساسات القصر باستخدام الرمال الذهبية وبنيت بعمق لضمان استقراره.

الميزات المعمارية
اليوم، لم يبق من أوقصروي سوى أجزاء منها، بما في ذلك بوابتها الكبرى، التي تحيط بها مئذنتان، وأجزاء من الأساس. ولا يزال الهيكل المتبقي ينضح بشعور العظمة والجمال. تم تصميم الجدران الأمامية والشمالية بدقة باستخدام الطوب المعقد، مما خلق مظهرًا موحدًا ومثيرًا للإعجاب. وتمثل البوابة، التي يبلغ عرضها 22.5 مترًا وارتفاعها 40 مترًا، شهادة على البراعة المعمارية في ذلك العصر. يمكن للزوار الصعود عبر الدرج الحلزوني الموجود داخل المآذن للحصول على منظر من الأعلى.

يتميز مدخل القصر برموز الأسود والشمس، إلى جانب ثلاث حلقات متشابكة تمثل إمبراطورية تيمور. كما تزدان الجدران الداخلية والخارجية بنقوش كوفية وزخارف وأنماط هندسية إسلامية معقدة.
رؤى تاريخية
يتم أيضًا تسليط الضوء على الأهمية التاريخية لأقصروي من خلال الروايات والأوصاف المختلفة. وأشار عبد الرزوق السمرقندي إلى مشاركة الحرفيين الخوارزميين المهرة في بناء القصر المهيب، الذي أصبح يعرف باسم أوكساروي. وعندما زار المبعوث الإسباني روي غونزاليس دي كلافيجو القصر عام 1404م، اندهش من جماله، على الرغم من أن أجزاء منه لا تزال قيد الإنشاء.
وفقا للسجلات التاريخية، تم تصميم أوقصروي لخدمة الأغراض السكنية والمجتمعية. يضم الفناء المركزي حوض سباحة، مع غرفة مقببة كبيرة (devonxona) في النهاية البعيدة، محاطة بغرف أصغر للمستشارين. يتميز التصميم الداخلي بأروقة فاخرة وحريم وأحياء خاصة لأمير تيمور. أظهر مدخل ديفونكسونا شعار إمبراطورية تيمور وأنماط زخرفية معقدة.

ميزات فريدة من نوعها
كان المسبح الموجود على السطح من السمات الفريدة التي تميز قصر أوكساروي. حيث كانت المياه تتدفق من حوض تاكستاقوراشا عبر أنابيب الرصاص لتكوين شلال، مما زاد من روعة القصر. وقد أضاف هذا التصميم المبتكر إلى جاذبية القصر ووظائفه.
جهود الحفظ والأثرية
في أوائل القرن الثامن عشر، تم تتويج خان بخارى عبيد الله خان تحت بوابة أوقساروي، مما يشير إلى أن البناء كان لا يزال سليمًا في ذلك الوقت. ساعدت الأبحاث الأثرية التي أجريت بين عامي 18 و1973، وجهود الحفظ من عام 1975 إلى عام 1994، في الحفاظ على أجزاء من القصر. تضمنت هذه الجهود اكتشاف أرضيات من الفسيفساء وأجزاء من الفناء، مما ألقى الضوء على التصميم الأصلي للقصر.
في عام 2002، وبالتزامن مع احتفالات شهرسبز بالذكرى الـ 2700 لتأسيسها، ساعدت منظمة اليونسكو في ترميم قصر أوق سراي جزئيًا. وقد ضمنت هذه الجهود أن تظل هذه الجوهرة المعمارية شاهدًا على الإرث الثقافي والتاريخي لأمير تيمور.

الخاتمة
يُعد قصر أوق ساروي رمزًا لرؤية الأمير تيمور والبراعة المعمارية في عصره. وعلى الرغم من مرور القرون وويلات الزمن، لا تزال بقايا هذا القصر الكبير تثير الإعجاب والانبهار. إن تاريخ قصر أوق ساروي الغني وتصميمه المبتكر وزخارفه المعقدة تجعله موقعًا تراثيًا لا يقدر بثمن، ويعكس مجد وعظمة شهرسبز القديمة.
مصادر: