الضريح الملكي في موريتانيا: نصب تذكاري للسيادة القديمة
يقع على الطريق بين شرشال والجزائر في ولاية تيبازة، الجزائر، فندق رويال ضريح تعد موريتانيا شاهداً على العبقرية المعمارية القديمة. هذا النصب الجنائزي هو مكان استراحة نوميديا البربرية الملك جوبا الثاني والملكة كليوباترا سيلين الثانية. ربط اتحادهما بين تراث نوميديا وموريتانيا القيصرية، ومزج بين الثقافتين الأفريقية والهلنستية.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني
تصميم وهيكل الضريح الملكي
يقع الضريح على تلة ترتفع حوالي 250 مترًا فوق مستوى سطح البحر. تم تشييد الهيكل بالكامل من الحجر، ويتميز بشكل دائري فوق قاعدة مربعة، يعلوها مخروط أو هرم. يبلغ طول القاعدة المربعة حوالي 60 مترًا من كل جانب، وكان ارتفاعها في الأصل حوالي 40 مترًا. ومع ذلك، وبسبب التآكل الطبيعي والتخريب، يبلغ ارتفاعه الآن حوالي 30-32 مترًا.

تم تزيين القاعدة بـ 60 عمودًا أيونيًا، على الرغم من إزالة التيجان أو سرقتها. في الداخل، توجد غرفتان مقببتان في قلب الضريح، متصلتين بممر قصير ورواق خارجي بأبواب حجرية متحركة. يبلغ طول إحدى الغرف 142 قدمًا، وعرضها 11 قدمًا، وارتفاعها 11 قدمًا، بينما الأخرى أصغر.
الاستخدام التاريخي
تم بناء الضريح في عام 3 قبل الميلاد، وكان بمثابة ضريح ملكي قبر لجوبا الثانية وكليوباترا سيليني الثانية. على الرغم من وظيفتها الأصلية، إلا أن بقاياها لم تعد موجودة، ربما بسبب سرقة القبور أو النصب التذكاري الذي يستخدم فقط كنصب تذكاري. كما ضمت المقبرة متعلقات شخصية ضرورية للحياة الآخرة، مما يعكس عادات ومعتقدات ذلك الوقت.

الأهمية الثقافية والتاريخية
يوبا الثاني، آخر ملوك نوميديا ولاحقًا ملك موريتانيا القيصرية، كان ابن يوبا الأول ملك نوميديا. كليوباترا سيليني الثانية، زوجته، كانت أميرة بطلمية، ابنة الملكة كليوباترا السابعة من مصر و الروماني الثلاثي مارك أنتوني. كان زواجهما يرمز إلى التقاء الثقافات المتنوعة والتحالفات السياسية.
المتوازيات المعمارية
يشبه الضريح الملكي في موريتانيا ضريح أغسطس في روماتعكس هذه المناظر تأثير العمارة الرومانية. ويؤكد هذا التوازي على دمج الأساليب الرومانية في التقاليد المحلية، مما يسلط الضوء على التبادلات الثقافية التي شكلت العالم القديم.

التحديات والحفظ
حوادث تاريخية
على مر التاريخ، واجه الضريح العديد من التهديدات. ففي القرن السادس عشر، تخلى باشا الجزائر صلاح رايس عن محاولات هدمه بعد مواجهات مميتة مع أسراب الدبابير. وفي وقت لاحق، حاول بابا محمد تدميره بالمدفعية دون جدوى. وخلال الاحتلال الفرنسي للجزائر، تعرض النصب التذكاري لأضرار بسبب التدريبات البحرية.
التهديدات الحديثة وجهود الحفظ
على الرغم من الاعتراف بها كـ اليونسكو موقع التراث العالمي في عام 1982، يواجه الضريح الملكي تهديدات مستمرة من البناء الحضري، وسوء الصيانة، والتخريب. كافحت السلطات المحلية لتنفيذ تدابير الحفظ الفعالة. تم تقديم المساعدة الطارئة في عام 2001، وقام خبراء اليونسكو بزيارة الموقع في عام 2002، مما أدى إلى وضعه على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر.

خلاصة
يقف الضريح الملكي الموريتاني كأحد الآثار الرائعة للتاريخ القديم، حيث يجسد تراث الملك جوبا الثاني والملكة كليوباترا سيليني الثانية. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه الحفاظ على هذا الهيكل الضخم، فإنه يظل رمزا للنسيج الثقافي والتاريخي الغني لموريتانيا والعالم القديم. تعد الجهود المبذولة لحماية الضريح وصيانته أمرًا بالغ الأهمية لضمان قدرة الأجيال القادمة على تقدير هذا الجزء التاريخي الذي لا يقدر بثمن والتعلم منه.
مصادر:
