سوكنوبايو نيسوس: مستوطنة الواحة القديمة
سُكنوبايو نيسوس، المعروفة أيضًا باسم ديميه السبع، كانت مستوطنة قديمة في واحة الفيوم مصر. يقع هذا الموقع على بعد بضعة كيلومترات شمال بحيرة قارون، ويحمل أهمية دينية وثقافية كبيرة.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني

لمحة تاريخية
سُميت جزيرة سوكنوبايوس، التي تعني "جزيرة سوكنوبايوس"، على اسم الإله المحلي سوكنوبايوس، وهو إله برأس تمساح. تأسست هذه المستوطنة خلال القرن الثالث قبل الميلاد كجزء من مشاريع استصلاح الأراضي البطلمية في الفيوم. وبحلول منتصف القرن الثالث الميلادي، تم التخلي عن الموقع، على الرغم من أن الأدلة الأثرية تشير إلى إعادة احتلاله خلال القرنين الرابع والخامس، واستمر ذلك حتى نهاية العصر البيزنطي.

تيمينوس والمعبد الرئيسي
كان قلب سوكنوبايوس نيسوس عبارة عن مجمع معبد مهيب، أو تيمينوس، مخصص لسوكنوبايوس وغيره من الآلهة المرتبطة به مثل إيزيس نيفرسيس وسوكنوبياس. كان هذا المعبد، وهو عبارة عن حظيرة من الطوب الطيني ذات اللون الرمادي الفاتح، يضم العديد من المباني. وكان المعبد الرئيسي يتألف من حرمين متجاورين محاذيين لطريق موكب مركزي يسمى الدرموس.
أما الحرم الجنوبي، المبني من الحجر الجيري البني غير المنتظم والطوب اللبن، فيعود تاريخه إلى أوائل العصور الفترة الهلنستيةمن المرجح أن الحرم الشمالي، الذي بُني من كتل الحجر الجيري الصفراء المنتظمة، يعود تاريخه إلى أواخر العصر البطلمي أو أوائل العصر الروماني. وقد شهد مجمع المعابد هذا تجديدات كبيرة في القرنين الأول والثاني الميلاديين، بما في ذلك إضافة معبد مضاد ضخم.

المدينة والدروموس
تميزت المستوطنة بوجود طريق مرصوف بعرض 6-7 أمتار يربط المدخل الجنوبي للمعبد بالمدينة. كان هذا الطريق، الذي يرتفع على منصة يبلغ ارتفاعها 3 أمتار، محوريًا في تخطيط المدينة، حيث يقسمها إلى أحياء شرقية وغربية. سهّل الطريق المرصوف المواكب الطقسية وتميز بتماثيل الأسود وربما الأكشاك.
التحقيقات الأثرية
اكتسب موقع سوكنوبايو نيسوس الاهتمام في أوائل القرن التاسع عشر، مع الزيارات الأولية التي قام بها المستكشفون مثل جي بي بيلزوني وجي جي ويلكنسون. طوال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، قامت بعثات مختلفة، غالبًا ما كانت مدفوعة بالبحث عن البرديات والآثار، بالتنقيب في الموقع.
بدأت الحفريات العلمية الهامة مع عمل جامعة ميشيغان في 1931-32، من إخراج AER Boak وEE Peterson. كشفت هذه الحفريات عن مباني من الطوب اللبن محفوظة جيدًا وحددت ثلاث مراحل رئيسية للاحتلال. ويواصل مشروع سوكنوبايو نيسوس، الذي بدأته جامعة سالنتو في عام 2004، استكشاف وتوثيق الموقع، ويكشف عن أدلة على هياكل ما قبل العصر البطلمي والفخار من السلالات السابقة.

كهنة سوكنوبايو نيسوس
كان معبد سوكنوبيوس يضم أكثر من مائة كاهن في العصر الروماني، وهو عدد كبير بالنظر إلى عدد سكان البلدة المقدر بنحو 1,000 نسمة في أواخر القرن الثاني. وكان سكان المستوطنة يتألفون في المقام الأول من هذه العائلات الكهنوتية، التي تزوجت من بعضها البعض وحافظت على مناصبها الدينية من خلال خطوط وراثية. وهذا الهيكل السكاني الفريد، إلى جانب الموقع البعيد للبلدة، يعني أن السكان اعتمدوا على التجارة وتربية الحيوانات وقرابين الزوار.
التخلي عن
في عام 230 م، تم التخلي عن سوكنوبايو نيسوس فجأة. لا تزال الأسباب غير واضحة، لكن النظريات تشير إلى انخفاض في حالة العرض أو فقدان الاهتمام باحتفالات الطائفة. أدى هذا الانخفاض إلى جعل صيانة المعبد والمستوطنة غير مستدامة.

خلاصة
تعد سوكنوبايو نيسوس مثالاً رائعًا لمركز ديني قديم داخل واحة الفيوم. توفر أطلالها المحفوظة جيدًا، بما في ذلك مجمع المعبد الضخم وطريق المواكب، رؤى قيمة عن الحياة الدينية واليومية لسكانها. واليوم، تستمر الجهود الأثرية الجارية في إلقاء الضوء على تاريخ وإرث هذه المستوطنة القديمة المثيرة للاهتمام.
مصادر: