يقع هرم زوسر المدرج في مدينة ممفيس القديمة بمصر، ويعد بمثابة شهادة رائعة على البراعة المعمارية للمملكة القديمة. يعد هذا الهرم، وهو أول بناء حجري ضخم وأقدم هرم حجري ضخم، أعجوبة أثارت اهتمام المؤرخين وعلماء الآثار والسياح على حد سواء لعدة قرون.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني
خلفية تاريخية
بُني هرم زوسر المدرج في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد لدفن الفرعون زوسر على يد المهندس المعماري إمحوتب. ويعتبر هذا الهرم أقدم مبنى حجري ضخم وأقدم بناء حجري كبير الحجم. كان تصميمًا ثوريًا يمثل قفزة كبيرة في العمارة المصرية القديمة، مما مهد الطريق لأهرامات الجيزة الأكثر شهرة وغيرها التي تلتها.
أبرز المعالم المعمارية
الهرم المدرج عبارة عن هيكل مكون من ستة طبقات وأربعة جوانب وهو أقدم مبنى حجري ضخم. تم بناؤه في الأصل على شكل مصطبة مربعة، ولكن تم توسيعه لاحقًا بإضافة مصطبة فوق أخرى، مما أدى إلى المظهر المتدرج الذي أعطى الهرم اسمه. يبلغ طول الهرم 121 مترًا (397 قدمًا) من كل جانب وكان ارتفاعه في الأصل 62.5 مترًا (205 قدمًا). الهرم هو جزء من مجمع جنائزي أكبر تبلغ مساحته 37 فدانًا، ويحيط به جدار من الحجر الجيري الخفيف في طرة بارتفاع 10.5 مترًا. يضم المجمع معابد ومصليات وأفنية، وجميعها مصممة مع الاهتمام بالتفاصيل التي كانت رائعة حقًا في ذلك الوقت.
نظريات وتفسيرات
بُني الهرم المدرج كمقبرة للفرعون زوسر، لكنه كان أكثر من مجرد مكان دفن. فقد كان بمثابة بيان للقوة الملكية والمعتقد الديني. ويُعتقد أن التصميم الفريد للهرم مستوحى من المفهوم المصري القديم للسلالم المؤدية إلى السماء، حيث تقرب كل درجة الفرعون من الآلهة. كما تم محاذاة الهرم مع النقاط الأساسية، ويُعتقد أن هذا كان له أهمية فلكية. تشير تأريخ الكربون المشع وغيره من الأدلة الأثرية إلى أن الهرم والمجمع المحيط به تم بناؤهما في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد، خلال الأسرة الثالثة في مصر.
من الجيد أن نعرف/معلومات إضافية
كان إمحوتب، مهندس الهرم المدرج، قد أعبده المصريون فيما بعد وعبدوه باعتباره إله الطب والعمارة. وكان تصميمه المبتكر للهرم بمثابة انحراف كبير عن مقابر المصاطب التقليدية في ذلك الوقت، كما أرسى سابقة لبناء الأهرامات في مصر في المستقبل. إن هرم زوسر المدرج ليس مجرد أعجوبة معمارية فحسب، بل إنه أيضًا شهادة على براعة ورؤية مهندسه، والإرث الدائم للحضارة التي بنته.