مدينة ثونيس-هرقليون القديمة، والتي كانت ذات يوم مدينة مزدحمة تربط بين عوالم مصر القديمة واليونان، كان يكتنفها الغموض والأساطير لفترة طويلة. معروف باسمين – ثونيس إلى المصريين كانت هذه المدينة، التي كانت تُعرف قديمًا باسم هيراكليون عند الإغريق، مركزًا تجاريًا ودينيًا رئيسيًا قبل اختفائها تحت أمواج البحر الأبيض المتوسط. وكان اكتشاف ثونيس هيراكليون في فجر القرن الحادي والعشرين بواسطة عالم الآثار تحت الماء فرانك جوديو وفريقه أحد أهم الاكتشافات الأثرية في التاريخ الحديث، حيث ألقى الضوء على حضارة تجمدت في الزمن.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني

دلالة تاريخية
قبل ظهور الإسكندرية، كانت ثونيس-هرقليون هي البوابة إلى الإسكندرية مصر، منفذ دخول إلزامي لـ اليونانيّة يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثامن قبل الميلاد تقريبًا، وازدهرت حتى غرقها في نهاية المطاف في القرن الثامن الميلادي. لم تكن المدينة مركزًا تجاريًا حيويًا فحسب، بل كانت أيضًا مركزًا دينيًا، موطنًا لمعبد آمون العظيم، الذي لعب دورًا حاسمًا في طقوس استمرارية الأسرة الحاكمة.

اكتشاف
المعهد الأوروبي لل تحت الماء علم الآثار (IEASM)، تحت قيادة فرانك جوديو، بالتعاون مع مصري شرع المجلس الأعلى للآثار في رحلة استكشافية رائدة تحت الماء. وباستخدام تقنيات المسح المتقدمة والمعدات المتطورة، حدد الفريق موقع ثونيس-هيراكليون على بعد 6.5 كيلومتر من الساحل الحديث، مغمورًا تحت سطح الماء على عمق حوالي 10 أمتار. وكان هذا الاكتشاف الضخم تتويجًا لسنوات من البحث والاستكشاف الدقيق، بدءًا من عام 1996 وأدى إلى أول اكتشافات مهمة في عام 2000.

الكشف عن المدينة
كشفت الحفريات في ثونيس-هرقليون عن مدينة ذات ثروة وجمال استثنائي. تماثيل ضخمةوقد تم اكتشاف النقوش والعناصر المعمارية، إلى جانب المجوهرات والعملات المعدنية والأشياء الطقسية، مما يقدم لمحة عن ماضي المدينة الغني. يوحي تصميم المدينة، بمعابدها الكبرى وموانئها وشبكة القنوات، بوجود مركز حضري نابض بالحياة يعج بالنشاط.

إن اكتشاف أكثر من سبعمائة مرساة قديمة وحطام سفن عديدة يعود تاريخها إلى القرن السادس إلى القرن الثاني قبل الميلاد يشهد على أهمية المدينة كمركز بحري. وعلاوة على ذلك، كان الموقع مفيدًا في حل اللغز التاريخي المتمثل في كون ثونيس وهيراكليون مدينة واحدة، وهي حقيقة أكدتها المواد الأثرية التي تم العثور عليها.

بوتقة الانصهار الديني والثقافي
كان ثونيس-هرقليون موقعًا ذا أهمية دينية هائلة، حيث استضافت أسرار أوزوريس، احتفال سنوي يحتفل بإحياء ذكرى ميلاد الإله أوزوريس. ويؤكد هذا الحدث على دور المدينة كمركز ديني يجذب الحجاج من كل حدب وصوب. ويسلط التعايش بين العناصر المصرية واليونانية داخل المدينة الضوء على الاختلاط الثقافي الذي ميز هذه المدينة. مدينة قديمة.

التراث والاستكشاف المستمر
لقد أحدث اكتشاف ثونيس هيراكليون ثورة في فهمنا للكائنات الحية مصري قديم والعلاقات اليونانية والتجارة والممارسات الدينية. إنه بمثابة شهادة على الأهمية التاريخية للمدينة ودورها في العالم القديم. مع التنقيب عن جزء صغير فقط من المدينة، تستمر الجهود الأثرية المستمرة في الكشف عن نتائج جديدة، مما يعد بمزيد من الأفكار حول هذا المكان الرائع. المدينة القديمة.

قصة Thonis-Heracleion، من بداياتها الأسطورية إلى إعادة اكتشافها، تلخص جاذبية علم الآثار - القدرة على الكشف عن العوالم المفقودة وسد الفجوة بين الماضي والحاضر. ومع استمرار أعمال التنقيب، ستستمر مدينة ثونيس هيراكليون القديمة بلا شك في الإبهار والتنوير، مما يوفر نافذة على عالم تتلاقى فيه الأسطورة والواقع.

مصادر:
https://www.franckgoddio.org/projects/sunken-civilizations/heracleion/
https://en.wikipedia.org/wiki/Heracleion
متى وجدوا هذه؟
6.5 كيلومترًا قبالة سواحل مصر.