يقع وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل، مقابل طيبة (الأقصر حاليًا)، في مصر، وهي مقبرة مترامية الأطراف كانت بمثابة المثوى الأخير لفراعنة عصر الدولة الحديثة (1550-1069 قبل الميلاد). لقد أسرت أرض الدفن القديمة هذه، المليئة بالمقابر المعقدة والتحف التي لا تقدر بثمن، المؤرخين وعلماء الآثار والسياح على حد سواء لعدة قرون.
احصل على جرعتك من التاريخ عبر البريد الإلكتروني
خلفية تاريخية
كان وادي الملوك هو المكان الرئيسي لدفن الشخصيات الملكية الرئيسية في المملكة المصرية الحديثة، بما في ذلك توت عنخ آمون ورمسيس الأكبر وحتشبسوت. ومن المعروف أن الوادي يحتوي على 63 مقبرة وغرفة، تتراوح في الحجم من حفرة بسيطة إلى مقبرة معقدة تضم أكثر من 120 غرفة. وتزين المقابر الملكية مشاهد من الأساطير المصرية وتعطي أدلة على المعتقدات والطقوس الجنائزية في تلك الفترة. وقد تم فتح ونهب جميع المقابر تقريبًا في العصور القديمة، لكنها لا تزال تعطي فكرة عن ثراء وقوة الفراعنة.
أبرز المعالم المعمارية
تتميز المقابر في وادي الملوك بتعقيدها المعماري الفريد. فقد نُقِشت في الحجر الجيري وفقًا لنمط مماثل: ثلاثة ممرات، وغرفة انتظار، وغرفة تابوت غارقة. وكانت هذه المقابر أكثر صعوبة في السرقة وكان من السهل إخفاؤها. وعادة ما كان البناء يستغرق ست سنوات، بدءًا من العهد الجديد. والنصوص الموجودة في المقابر مأخوذة من كتاب الموتى، وكتاب البوابات، وكتاب العالم السفلي.
والمقبرة الأكثر شهرة هي KV62، مقبرة توت عنخ آمون. اكتشفها هوارد كارتر عام 1922، وكانت المقبرة الأكثر سليمة التي تم اكتشافها على الإطلاق في الوادي. واحتوت المقبرة على جثة الملك الصبي المحنطة ومجموعة من أدوات الدفن الغنية، مما يوفر نظرة غير مسبوقة على الثروة المادية للفراعنة.
نظريات وتفسيرات
لم يكن وادي الملوك مجرد مكان للموت، بل كان أيضًا مكانًا لبعث الملوك. صُممت المقابر لإرشاد الفراعنة المتوفين عبر الحياة الآخرة، حيث تخدم كل غرفة من غرف المقبرة غرضًا محددًا في هذه الرحلة الروحية. كانت الجدران مزينة بنقوش ورسومات معقدة تصور رحلة الفرعون إلى الحياة الآخرة، والآلهة والإلهات التي سيقابلونها على طول الطريق.
تختلف الأساليب الدقيقة المستخدمة لتحديد تاريخ المقابر، لكن أغلبها يتضمن مزيجًا من التحليل الأسلوبي للفن والهيروغليفية والسجلات التاريخية، وفي بعض الحالات، التأريخ بالكربون المشع. ويشكل المحاذاة الفلكية للمقابر جانبًا آخر مثيرًا للاهتمام. فالعديد من المقابر موجهة نحو الغرب، وهو الاتجاه المرتبط بعالم الموتى في المعتقدات المصرية القديمة.
من الجيد أن نعرف/معلومات إضافية
على الرغم من قرون من الاستكشاف، لم يتم الكشف عن جميع أسرار وادي الملوك. وفي عام 2005، تم استكشاف وادي الملوك باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد المبتكرة، والتي كشفت عن العديد من المقابر غير المكتشفة من قبل. لا يزال الوادي مصدرًا غنيًا للاكتشافات الأثرية ويظل نافذة رائعة على الماضي.
تعد زيارة وادي الملوك من أهم معالم أي رحلة إلى مصر. الموقع مفتوح للجمهور، ولكن لا يتم فتح سوى عدد قليل من المقابر في أي وقت لحمايتها من التلف. مقبرة توت عنخ آمون، بسبب شهرتها، تحتاج إلى تذكرة منفصلة.
ولمزيد من القراءة والمعلومات يمكن الرجوع إلى المصادر التالية:
إذا أعجبك هذا المقال، فيجب عليك بالتأكيد قراءته: